رواية كارمن الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم ملك ابراهيم
الفصل الواحد والثلاثون.
#رواية_كارمن
#الكاتبة Malak Ibrahim
- انا مبقتش اخاف غير علي ابني وعشان احميه لازم اكون الشخصيه اللي قدامك دلوقتي واللي انت مش مصدق انها كارمن.
أومأ برأسه بالايجاب قائلا:
- وتغيرك ده شئ يسعدني.. على الاقل اطمنت على السنين اللي عاشها ابني بعيد عني وهو معاكي.
نظرت اليه بعمق. تحدث مرة أخرى قبل ان يذهب:
- على فكرة انا متجوزتش بعدك.
حدقت به بدهشة، تركها وذهب من غرفة مكتبها، وقفت تفكر في حديثه وتتذكر حديث ازهار عندما اخبرتها باستماعها لحديث جدها وفراج وعلمت بزواج رشيد قبل سفره. جلست على مقعدها وهي تفكر في حديث رشيد ثم ظهرت ابتسامه رقيقه علي محياها وهي تتذكر كلماته وهو يخبرها انه لم يتزوج من اخري.
****
خرج رشيد من غرفة مكتب كارمن وذهب الي المكان المخصص للاطفال. وقف يتابع عمر من بعيد وهو يلعب، لاحظ الشبه الكبير بينه وبين ابنه، اقترب منه بخطوات هادئه، نظر اليه عمر بدهشة، انحني على ركبتيه وتحدث الي عمر وهو يبتسم له بحنان:
- ممكن اعرف اسمك ايه؟
تحدث عمر بصوته الطفولي:
- اسمي عمر رشيد الجبالي.
خفق قلب رشيد بقوة بعد استماعه لأسمه بصوت ابنه، نظر اليه عمر بستغراب، عانقه رشيد بقوة كبيرة دون مقدمات، تفاجئ عمر لكنه لم يستطيع الابتعاد عنه بسبب عناق رشيد له القوي.
خرجت كارمن من مكتبها ووقفت تنظر اليهما من بعيد.
توترت المشرفة عند رؤيتها لـ كارمن وهي تتابع ما يحدث وركضت المشرفه سريعا الي عمر وتحدثت الي رشيد بتوتر:
- لو سمحت انا لازم اخد الولد حالا..
ثم تحدثت الي عمر وهي تمسك بيديه:
- تعالى معايا يا عمر.
ذهب عمر معها وهو ينظر الي رشيد بدهشة، وقف رشيد يتابع ابتعاده عنه وقلبه يخفق بقوة. اعتدل في وقفته ونظر خلفه الي كارمن وهي تقف تتابعهما من بعيد. عاد اليها واقترب منها وتحدث بغضب:
- عمر لازم يعرف ان انا باباه ومش هصبر عليكي اكتر من يومين بس.
أومأت برأسها بالايجاب وهي تنظر اليه بتوتر، تحدث مرة أخرى قبل ان يذهب:
- ولازم تعرفي ان انا مستحيل هسامحك علي السنين اللي حرمتيني فيها من ابني.
نظرت اليه بصدمة، تركها وذهب وهو في اشد حالات الغضب، لا يصدق انه يعانق ابنه مثل الغريب ولا يستطيع اخباره انه والده.
وقف خالد في انتظاره بالخارج امام سيارته، اقترب منه رشيد وهو في أشد حالات الغضب. تحدث اليه خالد بدهشة:
- ايه اللي حصل يا رشيد طمني؟!
اجاب رشيد بنبرة حادة:
- كارمن حرمتني من ابني خمس سنين يا خالد!! بحضن ابني ومش قادر اقوله ان انا ابوه.
نظر اليه خالد بصدمة قائلا:
- يعني الولد ابنك فعلا؟
اجاب رشيد بحزن:
- ايوه يا خالد.. ابني.. ابني عنده خمس سنين وانا مكنتش اعرف ان عندي ابني!
نظر خالد اليه بحزن:
- بس ازاي كارمن قدرت تخبي ان انت عندك ابن طول السنين دي؟ وفتحت المكان ده امتى وازاي قدرت تديره لوحدها وهي بتربي ابنها؟! انا مش مصدق ان كارمن قدرت تعمل كل ده لوحدها!!
تحدث رشيد بغضب:
- كارمن اتغيرت يا خالد.. مبقتش هي البنت اللي انا حبتها واتجوزتها زمان!!
أومأ خالد برأسه بالايجاب قائلا:
- معاك حق يا رشيد.. الطبيعي انها كبرت ومرت بظروف صعبه كتير واحنا لسه مش عارفين ايه اللي مرت بيه تاني في الخمس سنين اللي انت سافرت فيهم بعد ما طلقتها!
نظر رشيد امامه وتحدث باصرار:
- انا لازم اعرف كل حاجة عن كارمن من بعد طلاقنا.
تحدث خالد بثقة:
- انا هحاول اساعدك ونجمع معلومات عن حياتها طول الخمس سنين دول وان شاء الله ابنك يعرف ان انت باباه وتقدر تاخده في حضنك وتعوضه عن اللي فات من عمره وانت بعيد عنه.
أومأ رشيد برأسه وهمس بحزن:
- ان شاء الله.
*****
في المساء.
عادت كارمن الي شقتها هي وابنها، ساعدت عمر في تبديل ثيابه ثم اعدت له وجبة العشاء وهي شاردة بالتفكير في رشيد، جلست معه يتناولون الطعام معا، كان عمر يتناول طعامه وهو يشاهد احد افلام الكرتون على التلفاز، وكارمن جالسه بجواره تنظر أمامها بشرود.
بعد انتهاء عمر من تناول طعامه، نظرت اليه كارمن وقررت التحدث معه، اغلقت التلفاز ونظرت اليه تتحدث بهدوء:
- عمر في حاجة مهمة لازم تعرفها.
تحدث عمر بتذمر:
- يا ماما انا عايز اتفرج على الفيلم الاول.
تحدثت كارمن:
- اللي هتكلم معاك فيه دلوقتي اهم من الفيلم..
ثم رسمت ابتسامه مرحة على وجهها واضافة:
- مش انا كنت وعدتك اني هكلم بابا عشان يرجع وتشوفه..
نظر اليها عمر باهتمام وترقب، حاولت إخفاء توترها ثم اضافة:
- بابا خلاص هيرجع من السفر بعد يوم او اتنين بالكتير..
صاح عمر بصوت مرتفع بسعادة، تلألأت اعين كارمن بالدموع وهي ترى هذه السعادة في اعين ابنها وصوته وقفزه المهلل بالاحتفال بعودة والده.
ابتسمت اليه والدموع تنسال من عيناها دون ان تشعر وتحدثت اليه بدهشة:
- كل الفرحة دي عشان هتشوف باباك؟!
تحدث عمر بسعادة وهو مازال يقفز مكانه باحتفال:
- انا فرحان اوي يا ماما.. اخيرا هشوف بابا وهيلعب معايا ونخرج في كل مكان مع بعض.
ابتسمت كارمن وهي ترى سعادة ابنها وعانقته بقوة وتحدثت اليه بحنان:
- انا بحبك اوي يا عمر.. انت اغلى حاجة في حياتي.
تحدث عمر بسعادة:
- وانا كمان بحبك اوي يا ماما وبحب بابا اوي ونفسي اشوفه.
تحدثت كارمن بحزن وهي تعانقه بقوة:
- هتشوفه يا حبيبي ان شاء الله.
*****
صباح اليوم التالي.
بداخل شركة والد رشيد بالقاهرة. كان رشيد يجلس بداخل غرفة مكتب رئيس مجلس الإدارة ويراجع عدد كبير من عقود و اوراق الشركة. اكتشف اختلاس مبالغ هائلة من اموال الشركة من قبل المسؤلين عن إدارة الشركة في غيابه هو ووالده عن الإدارة طوال الخمسة اعوام!
اغلق الملفات والقاها بغضب فوق المكتب بعد ان تأكد من سرقة المسؤولين لأموال الشركة وادعائهم الكاذب بخسارة الشركة طوال السنوات الخمس حتي قرر رشيد ووالده التخلص من هذه الشركة وخسارتها. الان علم السبب الحقيقي لخسارتهم وعليه استرداد اموالهم من هؤلاء اللصوص ومعاقبتهم على خيانتهم للأمانة التي تركها لهم والده.
دلفت السكرتيرة الي غرفة المكتب وقطعت شروده وافكاره وتحدثت اليه باحترام:
- انا بعتذر جدا.. بس في مدام برا مصممة تقابل حضرتك!
تحدث رشيد بستغراب:
- مدام مين؟!
اجابة السكرتيرة:
- مدام كارمن الهواري.
انتفض رشيد من مكانه وخرج سريعا من غرفة مكتبه واقترب من كارمن يتحدث اليها بقلق:
- كارمن ايه اللي حصل انتي كويسه؟.. عمر كويس؟!
أومأت كارمن برأسها بالايجاب واجابة بتوتر:
- اه الحمدلله متقلقش.. انا بس كنت بوصل عمر للمدرسة وجيت اتكلم معاك شويه.
تنهد براحة ثم اشار بيديه الي غرفة المكتب قائلا لها:
- اتفضلي.
أومأت برأسها وهي تنظر اليه بتوتر ثم دلفت الي غرفة المكتب وهو خلفها. وقفت السكرتيرة تتابع ما يحدث باهتمام وانتظرت حتى اغلق رشيد باب غرفة مكتبه ثم اخذت هاتفها واتصلت على شخصاً ما لتخبره بما يحدث بالشركة الآن واخبرته بزيارة كارمن الهواري وحديث رشيد معاها.
بداخل غرفة مكتب رشيد..
جلست كارمن على احد المقاعد وهي تنظر حولها بتوتر. وقف رشيد يتأملها للحظات ثم اقترب منها وجلس مقابلا لها، ارتجف جسد كارمن بتوتر ورشيد يجلس بالقرب منها، لاحظ رشيد توترها وارتباكها مع اقترابه منها وابتسم بداخله ثم تحدثت بهدوء:
- تشربي ايه؟!
اجابة بهدوء:
- شكرا.. انا بس جيت اتكلم معاك في حاجة مهمة.
تحدث رشيد بستغراب:
- انتي ازاي عرفتي ان انا هنا؟!
اجابة بتوتر:
- سألت وعرفت.
أومأ برأسه بالايجاب وهو مازال يتأملها بعيناه بعمق. توترت كثيرا من نظراته وتحدثت اليه بنبرة حادة:
- انت ليه بتبصلي كده؟!
اجاب عليها ببرود:
- عادي يعني.. انتي اللي ليه خايفه كده من نظراتي ليكي؟!
حاولت رسم القوة علي ملامحها امامه وتحدثت بنبره تبدو حادة قليلا:
- انا مش خايفه.. انا جيت اتكلم معاك وماشيه علي طول.
ابتسم لها بثقه وتحدث:
- وانا سامعك.. اتفضلي اتكلمي.
تحدثت بهدوء:
- انا اتكلمت مع عمر امبارح وقولتله ان انت هترجع من السفر بكره.
ابتسم رشيد وتحدث بسعادة:
- يعني هشوف ابني بكره واقدر اخده في حضني.
أومأت برأسها وتحدثت بتردد:
- بس انا مقدرتش اقوله اننا منفصلين..
نظر اليها رشيد باهتمام، خفضت كارمن وجهها واضافة بتوتر:
- بصراحة مقدرتش اقوله واضيع سعادته وفرحته برجوعك.. عمر كان نفسه ترجع ويشوفك ونتجمع عيله واحدة زي ما بيشوف اصحابه مع باباهم ومامتهم.. مقدرتش اقوله ان احنا انفصلنا من زمان.
نظر اليها رشيد وتحدث بغضب:
- ومين كان السبب اننا ننفصل من زمان؟!
نظرت اليه كارمن بدهشة، وقف من مكانه بغضب وارتفعت حدة صوته واضاف بنبرة غاضبه:
- مين كان السبب في تدمير حياتي كلها؟ مين كان السبب اني خسرت شغلي اللي كنت ناجح فيه.. ومين كان السبب اني خسرت قلبي اللي اتوجع كل السنين دي من الفراق.. وخسرت حياتي واجمل سنين كنت بتمنى اعيشهم مع ابني واشوفه وهو بيكبر قدام عيني.
نظرت اليه كارمن بغيظ وتحدثت بغضب هي الأخرى:
- والله انت اللي اتسرعت وطلقتني!! اتخليت عني وسبتني في اكتر وقت كنت محتاجاك فيه.
قاطعها رشيد بصوت مرتفع:
- طلقتك عشان تبقي حرة ومتبقيش مسجونه معايا زي ما انتي قولتي!! ولا نسيتي انتي قولتي ايه؟.. لو كنتي نسيتي انا بقا منستش وكلامك لسه بيتردد جوايا كل يوم وكل لحظة.
تحدثت كارمن بصوت مرتفع هي الأخرى:
- المفروض كنت تراعي حالتي النفسيه وتعرف ان كل الكلام اللي انا قولته ده كنت بقوله وانا جوه صدمتي بموت ماما.
تحدث اليها بغضب:
- للاسف الكلام اللي بيطلع وقت الصدمات ده بيكون من القلب لان العقل وقتها مبيبقاش متحكم في اي كلام بنقوله..
تحدثت هي الاخري بغضب:
- لا الكلام اللي بيتقال وقت الصدمات ده مش بيكون من القلب ولا العقل.. بيكون من الصدمة نفسها وانت اتسرعت وطلقتني وسافرت ومفكرتش حتى تسأل عليا.
نظر اليها بدهشة وهو يجيب علي حديثها بنبرة ساخرة مختلطة بالغضب:
- اه فعلا انا اللي غلطان واتسرعت ومكنتش بسأل عليكي!!..
صمت للحظات ثم اضاف:
- اقولك على حاجة.. انا اللي غلطان من اول حكايتنا مع بعض! انا اللي حبيتك من كل قلبي واتحديت اهلي ومامتك واتجوزتك غصب عن الكل عشان مسمحش ان حد فيهم يفرقنا او مامتك تجوزك لراجل قد عمرك تلت او اربع مرات.. انا فعلا اللي غلطان.. وانا كمان اللي غلطان لما وثقت فيكي وكنت مستعد اضحي بعمري عشانك وفجأة لقيت نفسي بيتقبض عليا في بيتي ومخدرات بتطلع من اوضة نومي ومن دولابي وانا معرفش ولا فاهم ايه اللي بيحصل وكل خوفي وقتها كان عليكي انتي وكل لحظة كانت بتفوت عليا وانا في السجن كنت بفكر فيكي وكنت خايف تصدقي ان المخدرات دي بتاعي وبكده اكون خسرت ثقتك فيا..
نظرت اليه بحزن والدموع تنسال من عيناها بندم، لم يتوقف عن الحديث وهو يستعيد ذكرياته المؤلمة واضاف:
- وللأسف اكتشف ان انتي شهادتي عليا وانتي اللي ساعدتي اعدائي عشان ينتقموا مني وانتي شريكه في تدمير مستقبلي ومع ذالك مكنتش مصدق لاخر لحظة ان انتي تعملي فيا كده! رغم ان كل اللي حواليا أكدو ان انتي السبب في كل اللي حصلي.. اول ما خرجت من السجن جريت علي باب بيتك وكنت بخبط زي المجنون وانا بصرخ بأسمك وبنادي عليكي ومفيش رد منك، لما عرفت انك هربتي وسافرتي بلد تانيه كنت بموت في اللحظة ١٠٠ مرة.. كنت بسأل نفسي كل لحظة انتي ليه عملتي فيا كده؟.. ليه هربتي وسبتيني.. كان جوايا احساس قوي ان انتي مظلومة وكنت خايف عليكي حتى من نفسك ومقدرتش اعيش هنا من غيرك وفضلت عايش في بلد غريبه اربع سنين وانا بدور عليكي واسأل نفسي في اليوم مليون مرة انتي فين وحصلك ايه؟.. ولما عرفت ان انتي رجعتي، رجعت عشانك وللاسف لقيتك زي ما انتي متغيرتيش وفضلتي تصدميني بكل حاجة تعمليها من اول ما كانوا هجوزوكي وانتي لسه على ذمتي لحد ما عرفت ان انتي كنتي حامل وحصلك اجهاض وانا معرفش ولحد ما وقفتي قدامي وقدام اهلي وأهلك وطلبتي مني الطلاق وقولتي كل اللي في قلبك وعرفت انتي بتشوفي حبي ليكي ازاي!!
انهارت في البكاء وهي تستمع لكلماته وهو يواجهها بما فعلته به.
انهيارها امامه وصوت بكاءها كان أقسى عليه من ذكرياته المؤلمة.
أومأت برأسها وتحدثت بصوت حزين وهي تبكي:
- عندك حق.. انا أذيتك كتير.. وندمت بس خلاص.. انا عارفه ان وقت الندم فات واحنا مبقناش ننفع لبعض.
نظر اليها بغضب وتحدث بنبرة حادة:
- فعلا احنا مبقناش ننفع لبعض.
نظرت اليه بحزن وتحدثت:
- بس عمر ملوش ذنب في كل اللي حصل بينا.
تحدث بنبرة غامضه:
- متقلقيش على عمر.. عمر هيسافر معايا ويعيش معايا ومع جده وجدته.
انتفضت من مكانها وتحدثت بصدمة:
- سفر ايه؟! انت بتقول ايه يا رشيد.. عمر مين اللي هيسافر معاك؟!
اجاب عليها ببرود:
- عمر ابني.
تحدثت بصدمة:
- انت اكيد بتهزر صح؟.. مستحيل تكون بتفكر تحرمني من ابني؟!
اجاب عليها بنبرة غامضه:
- اكيد انا مش هحرمك من ابنك يا كارمن زي ما حرمتيني منه خمس سنين.. انا بس هاخده يعيش معايا وانتي لما تحبي تشوفيه تقدري تيجي تشوفيه في اي وقت.
تحدثت بغضب:
- ابني مستحيل يبعد عني يا رشيد.. اكيد مش هسمحلك تيجي تاخده مني بكل السهوله دي وانا اقف اتفرج عليك.
تحدث اليها بنبرة حادة:
- ابني هيعيش معايا انا يا كارمن وهعوضه عن السنين اللي انتي حرمتينا فيها من بعض.
اقتربت من باب الخروج بغضب وتحدثت قبل ان تخرج من غرفة مكتبه:
- مش هتقدر تاخد ابني مني يا رشيد.. القانون في صفي وابني هيفضل معايا ومش هسمحلك تقرب منه.
تحدث اليها بنبرة ساخرة:
- ومين قالك ان انا هاخده منك بالقانون! في طرق كتير اقدر اخده منك بيها.
نظرت اليه بصدمة وتركته وذهبت، ابتسم رشيد بعد خروجها من الغرفة وجلس على مقعده وهمس بداخله:
- هنشوف يا كارمن هتعملي ايه عشان تحافظي على ابنك.
*****
في مكان اخر.
تجمع ثلاثة من المسؤولين عن إدارة شركة وجيه الجبالي بالقاهرة.
تحدث احدهم بنبرة صوت قويه:
- احنا لازم نتحرك بسرعه وخطواتنا تكون اسرع من خطوات رشيد الجبالي.. رشيد اكيد اكتشف دلوقتي سرقتنا للشركة ومعاه اوراق ممكن تودينا في داهية.
تحدث مدير حسابات الشركة بخوف وتوتر:
- الاوراق كلها بقت مع رشيد.. كان لازم نعرف بخبر رجوعه عشان نظبط اوراقنا.. احنا لازم نلاقي حل بسرعه والا هنلاقي الشرطة قدامنا بعد شويه.
جلس المدير المسؤول عن الشركة سابقا وهو يتناول احد السجائر وينظر امامه بتفكير ثم تحدث اليهم بهدوء:
- احنا مش محتاجين دلوقتي غير نقطة ضعف لـ رشيد الجبالي عشان نقدر نضغط عليه ونهدده لو فكر يقدم الاوراق اللي معاه للنيابة.
تحدث احدهم بدهشة:
- نقطة ضعف ازاي يعني؟! رشيد الجبالي ملوش نقطة ضعف.. عيلته كلهم عايشين برا مصر!
اجاب عليه المدير السابق بثقة:
- فعلا عيلته كلهم برا مصر.. لكن نقطة ضعفه الحقيقيه موجوده هنا في مصر.
#يتبع... ✍️